main-logo

متجر متخصص لكل مايهم الأنثى وتطويرها من منتجات عناية بالجسد والعقل والفكر والروح لتكوني ملكة الحب لنفسك ولمن حولك

قصة رغدا صيرفي



ولدت رغدا صيرفي بين أحلام صغيرة وأسئلة كبيرة. كانت فتاة في الثامنة عشرة من عمرها عندما ارتدت فستانها الأبيض، وهي لا تعرف عن الزواج إلا صورًا وردية: طرحة، حفل، ومشاعر حب. لكنها ما إن دخلت الحياة الزوجية حتى اصطدمت بالواقع المختلف: مسؤوليات، اختلافات بين الرجل والمرأة، وتحديات يومية لم تخبرها عنها الحكايات.


مع مرور السنوات، بدأت تتكشف أمامها الحقيقة: أن السلام الذي تبحث عنه في الخارج لن تجده إلا بداخلها. لم يكن الطريق سهلاً. مُنعت من إكمال دراستها الجامعية بسبب ظروف عمل زوجها المتقلب، لكن قلبها كان ممتلئًا بالشغف للتعلم. جمعت مصروفها الشهري، باعت بعض ذهبها، وفتحت لنفسها بابًا إلى عالم جديد من المعرفة. من المنزل، علّمت نفسها عبر الإنترنت، التحقت بدورات، وبدأت تبني ثقتها بنفسها من جديد.

لم يكن الجميع مشجعًا لها. سخر منها البعض، انتقصوا من أحلامها، لكن رغدة اختارت أن تصغي لصوتها الداخلي بدلًا من ضجيج الآخرين. كانت تحب الفنون منذ طفولتها؛ تنسّق الزهور، تعيد تدوير الأشياء، وتبيع ما تصنعه بيديها. من هذه المشاريع البسيطة، تعلمت كيف تبدأ صغيرة، وتبني شيئًا أكبر من الصفر. وفي لحظة إلهام عام 2010، ومع ظهور تطبيق واتساب، خطرت لها فكرة غير مألوفة: لماذا لا تقدّم الدورات التدريبية عبر هذا التطبيق البسيط الذي يصل إلى كل بيت؟ لم يكن أحد يتخيل أن التدريب يمكن أن يخرج من قاعات الفنادق ليصل إلى شاشة هاتف محمول. واجهت التنمر والرفض، لكن رغدا واصلت الطريق. كانت أول سعودية تقدم الدورات عبر واتساب، ومن هنا انطلقت قصتها مع آلاف النساء اللواتي وجدن فيها أختًا ومرشدة وصوتًا يلهمهن.ومن هنا وُلد برنامجها الأشهر “كوني ملكة الحب”. لم يكن مجرد دورة، بل رحلة كاملة لإعادة اكتشاف الذات والعلاقة الزوجية. رحلة تُعيد للمرأة توازنها الداخلي، وتساعدها على فهم ذاتها وزوجها، وترسم لها طريقًا جديدًا للحب والسلام. على مدار أكثر من 12 سنة، خرّج البرنامج أكثر من ٤٥٠٠ متدربة، وغيّر حياة مئات الأسر.


لكن شغفها لم يتوقف عند التدريب. عام 2013، أسست موقع ومنتديات كوني أنتِ، ليكون مساحة تجمع النساء للعلم والتطوير. ثم أطلقت براند “رغد الحب” للعطور، أول براند سعودي يجمع بين العطر وبطاقات تحفيزية تُلهم المشاعر وتفتح باب الحوار والانسجام بين الزوجين.


طوال رحلتها، لم تكن رغدا مجرد مدربة؛ بل امرأة عاشت ما تُدرّب عليه. عاشت التحديات الأسرية، مرّت بانتكاسات صحية ومادية، لكنها حولتها إلى دروس حيّة تنقلها لمتدرباتها. صارت تجاربها الشخصية أكبر معلم، وصار ألمها محفّزًا لتغيير الآخرين وتحمل رغدا في جعبتها عشرات المؤهلات: بكالوريوس في العلوم الأسرية، دبلوم موارد بشرية، شهادات واعتمادات من مراكز عالمية في الكوتشنج، الاستشارات الأسرية، والعلاج النفسي باللعب للأطفال. حضرت المئات من البرامج والدورات، وتعلّمت على يد خبراء مثل د. إبراهيم الفقي، د. طارق الحبيب، د. رشاد فقيها، د. ناعمة الهاشمي وغيرهم. لكنها دائمًا تقول: “أكبر شهادة حصلت عليها هي تجربتي الشخصية وما تعلّمته من واقعي.قدّمت رغدا عبر مسيرتها عشرات البرامج والدورات: من “حوار قلبين” للحوار الزوجي، إلى “انطلقي إلى الحياة” للمطلقات، إلى “من أنا” لتعزيز الثقة بالنفس، إلى “أبي أحب وأُحب” للفتيات. لكنها تعود دومًا إلى برنامجها الأم: كوني ملكة الحب، الذي تصفه بأنه الأقرب إلى قلبها لأنه شاهد على قصص تغيير حقيقية.


رغدا صيرفي اليوم ليست فقط مدربة أو مستشارة، بل رمز لإصرار المرأة على أن تصنع حياتها بيديها. رسالتها أن تذكّر كل امرأة أن التغيير يبدأ من الداخل، وأنه لا مستحيل مع الإيمان بالله، والإيمان بالنفس، والعطاء.